الجنس البشري ( 9 : 18 – 19 )
خرج نوح مع عائلته من الفلك في عالم خال من البشر و الحيوانات. وسوف يبدأ العالم الآن في التكاثر من خلال الثمانية أشخاص الباقين:نوح وسام وحام ويافث وزوجاتهم تماما مثلما بدأت الحياة بآدم وحواء. مما يعني أن كل إنسان يولد بعد الطوفان سيكون مرتبطًا بنوح، وذلك بحسب التفويض الذي مُنح لهم ليعيدوا تعمير العالم مرة ثانية. وهذا يأتي بنا إلى أنساب و أصول الأمم الذي سيأتي ذكرهما في الإصحاح التالي، فمجتمعاتنا تصنف الناس بحسب جنسهم أو لون بشرتهم أو لغاتهم أو مستواهم الإجتماعي الاقتصادي.. إلخ. ولكن بغض النظر عن هذا، فهذه الفقرة تُظهر أن الاختلافات بين البشر ليست كثيرة، إذ أنهم أتوا من جنس واحد وهو السلالة البشرية . ولذا فعندما تقول أن العالم كله هو أسرة واحدة فأنك في هذه الحالة تنطق بالحق الكتابي.

لعنة كنعان (9 : 20 - 29)
تبدأ هنا قصة السُكر في الكتاب المقدس والضحية نوح نفسه. فحتى بعدما دمر الله العالم الخاطيء بقيت بذرة الخطية تعمل في قلب الجيل التالي. حام هو الابن الأصغر لنوح وقد رأى عورة أبيه وفي هذا الفعل جلب العار والخزي لأبيه. يخبرنا بعض الباحثين في الكتاب المقدس أنه من المحتمل أن يكون حام ارتكب فعلا جنسيًا تجاه والده ولكن الدليل على هذا التفسير ضعيف. على كل حال، استخدم الأخوين الحكمة : "فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا" (الآية 23). وبالتالي، لُعن حام وكان قد أٌسيء استخدام هذه الفقرة على مدار التاريخ لتبرير استعباد الشعب الإفريقي، وكانت النتيجة: "القسوة العنيفة، عدم العدالة، عدم التصرف الإنساني تجاه البشر المخلوقين على صورة الله" (حسب الكتاب المقدس الدراسي بالإنجليزية ESV)