جوعى وعطشى (14 : 13 – 21 )
ينصرف يسوع إلى موضع خلاء عندما يسمع نبأ وفاة يوحنا المأساوي، حتى يتمكن من قضاء بعض الوقت حدادا على النبي العظيم، والذي أيضا كان ابن عمه. غير أن، الجموع كانت جوعى وعطشى؟ لا للتغذية الجسدية ولكن للحق الذي كان يعلمه يسوع بكل سلطة روحية. فهم بحاجة إلى معرفة الحق والإشفاق . فبينما كان يسافر يسوع عن طريق المياه، كانت الجموع تسافر سيرا على الأقدام عبر المدن وتصل إليه عن طريق البر. فهم يقطعون مسافات طويلة من أجل أن يكونون في محضره ، ومن أجل أن يسمعون تعليمه. وعندما يرى يسوع جوع الشعب الروحي وعطشهم، فأنه يشعرفي أعماقه بتعاطف شديد نحوهم، ولذا فهو يتحنن عليهم. و يشفيهم ويأخذ وقته في إظهار حبه لهم. فهم شعب الله الضال.

إطعام الخمسة آلاف (14 : 15 – 21 )
بينما يقترب المساء،يحث التلاميذ يسوع ليرسل الحشود للمنزل لتناول العشاء. فكيف يمكن لهم أن يطعمون كل هؤلاء الناس؟ حيث كان هناك خمسة آلاف رجلا، بالإضافة إلى النساء والأطفال. ومع ذلك، فيسوع لا يريد أن يصرف الجموع ويقول للتلاميذ :" أعطوهم أنتم ليأكلوا". يعترف يسوع بحاجتهم الروحية والمادية، إلا أنه لن يكون الشخص الذي سوف يصرفهم. وحسب ما يخبرنا الإنجيل، نحن نعرف أن صبيا صغيرا يجلب خمسة أرغفة وسمكتين إلى يسوع (يوحنا 6: 9). ثم يرفع يسوع الخبز ويشكر ويعطي أكثر من خمسة آلاف شخصا ليأكل حتى يشبع الجميع ويرفع اثنتي عشرة سلة من بقايا الطعام. ما أروع إلهنا، الذي هو مليء بالقوة والرحمة! فهو يعلم احتياجاتنا وقادر وعلى استعداد لأشباعها.