Tue | 2013.Mar.19

زيارة خاصة وصعود مجيد

إنجيل لوقا 24 : 36 - 24 : 53


زيارة خاصة
٣٦ وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم: «سلام لكم!»
٣٧ فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحا.
٣٨ فقال لهم: «ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟
٣٩ انظروا يدي ورجلي: إني أنا هو. جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي».
٤٠ وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه.
٤١ وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم: «أعندكم ههنا طعام؟»
٤٢ فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل.
٤٣ فأخذ وأكل قدامهم.
٤٤ وقال لهم: «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير».
٤٥ حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.
٤٦ وقال لهم: «هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث
٤٧ وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم.
٤٨ وأنتم شهود لذلك.
٤٩ وها أنا أرسل إليكم موعد أبي. فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي».
الصعود المجيد
٥٠ وأخرجهم خارجا إلى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم.
٥١ وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء.
٥٢ فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم
٥٣ وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله. آمين.

زيارة خاصة ( 36 – 49 )
أتى يسوع إلى خاصته وتلاميذه عندما اجتمعوا في العلية وأراد أن يؤكد على حقيقة القيامة ،فلم يكن السيد المقام من الأموات شبحاً أو خرافة ،بل يسوع الذي مات هو بالحقيقة المسيح الذي قام ، فالمسيحية لم تقم على أفكار الناس المشوشة ،بل تقوم على حقيقة فعلية قامت وانتصرت على الموت وقام حقاً من بين الأموات ،وأيضاً التنبير على أهمية الصليب ،فقد تنبأ عنه الأنبياء ولم يكن إجبارياً اضطرارياً بالنسبة للمسيح بل هو ترتيب إلهي أزلي ،ففي الصليب نرى محبة الله الأزلية للبشر ، التشديد على العمل والكرازة فلم يترك التلاميذ للمكوث الدائم في العلية بل أرسلها الله إلى كل العالم لتصل الرسالة المفرحة لكل الناس ،فلا مغفرة أو توبة إلا بالصليب ،و ابراز سر القوة أنه ينبغي المكوث في أورشليم إلى أن يلبسوا قوة من الأعالي في يوم الخمسين ،فهناك وقت ننتظر فيه الرب ،وهناك وقت نعمل فيه للرب ،إن الساعات الهادئة التي ننتظر فيها الرب ليست عبثاً لأن فيها نختزن قوة من لدن الرب لنتمم أعمالنا .

الصعود المجيد ( 50 – 53 )
يظل صعود المسيح سراً لا يمكن أن تصيغه بضع كلمات قليلة أو أساليب ،لكنه غني بالوصف ،فيسوع الذي عاش على الأرض لابد أن يكون في السماء ، وهناك أشياء تمس التلاميذ من ذلك ،فقد انقضى الوقت الذي كانوا يؤمنون فيه بيسوع اللحم والدم ،واتسع المجال ليؤمنوا بمن لا يحده مكان ولا يحتويه الزمان ، وكان صعوده بداية ،لقد تركوا انكسار القلب وعلموا أن لهم سيداً لا يفصلهم عنه شئ كما قال بولس "فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولارؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ،ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح " وتأكد التلاميذ من الصعود أنه كان لهم صديق على الأرض ،ولكن الآن صار لهم صديق في السماء ،وهذا غنى عظيم أن نعرف ونؤمن أن يسوع ينتظرنا في السماء بشفقته ورحمته ومحبته التي لا توصف ،فرجاؤنا انه بعد انتهاء الحياة نذهب إليه ، ولذلك رجعوا إلى أورشليم وكانوا في الهيكل يسبحون الله ،فهل نبارك الله نمجده لأجل هذا الرجاء؟

التطبيق

الصليب هو محبة الله الأزلية للبشر ،اشكر الله لأجل محبته ، وتمتع بهذه المحبة باعترافك بخطاياك والتوبة والرجوع لله بكامل القلب ،لا تؤجل هذا القرار .
لا تستسلم للأحزان والهموم وأبدأ في مشاركة الآخرين بعمل محبة الله ، اجلس امام الله لتأخذ قوة ثم تحرك بهذه القوة لتعمل ما اخبرك به .
المسيح قام وصعد للسماء ،خذ يقين أن لك في السماء من يشفق عليك ويرحمك ويحبك ،لا تخجل في أن تصلي هناك من يستمع إليك ،ولا تخف من الموت فهناك حياة مع يسوع للأبد في السماء.

الصلاة

أشكرك لأجل محبتك العظيمة التي وصلت إلينا في الصليب ، ساعدني لأجلس أمامك وأخذ قوة جديدة من شخصك لأذهب وأتمم ما تطلبه مني ، أشكرك لأجل الرجاء الذي منحته لي ، فلن أخاف من الموت لأني سأذهب إلى السماء من أجل ما عمله يسوع لأجلي ،مبارك اسمك إلى الأبد آمين .



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6