دخول الملك (28 – 40 )
كان الطريق من أورشليم لأريحا طويلاً حتى يصل يسوع لهدفه، فقد كانت أورشليم نهاية السفر الموضوع أمامه. رآوا الأنبياء عدم تأثير كلامهم و رفض الناس لرسائلهم الشفوية، فقرروا على توصيل رسائلهم بالتمثيل الروائى و هذا ما فعله يسوع، إذ رأى أن يدخل أورشليم راكباً ليمثل هذا الدور المهم أنه مسيا الملك الممسوح المرسل من الله، فهو لم يعمل عملاً إجبارياً أو فجائياً ، و لم ينتظر للحظة الأخيرة ، بل أرسل إثنين من تلاميذه حتى يأتوا بالاتان و كانت العلامة أو الكلمة المختارة من قبل الله منذ زمن طويل هى " الرب محتاج إليه" ، فأتوا التلاميذ بالأتان و ركبه يسوع و دخل به أورشليم بكل شجاعة وبصورة علنية جريئة غير خائفاً من من يدبرون لقتله، فدخوله بالجحش كان علامة على تواضعه. وهكذا اتى يسوع للشعب كملك السلام والمحبة ، و ليس كجبار منتصر يقود موكب عسكرى فاخر ينتظره الناس. و هذا ما يريد يسوع أن يعلمه لنا و هو مثال للتواضع .

الغيرة على بيت الله (41 - 48 )
أعلن يسوع الخراب الآتى على أورشليم بسبب سير اليهود فى خططهم العسكرية و السياسية و مكايدهم التى أدت إلى خراب أورشليم ، و عندئذ حزن يسوع جداً و بكى و ليس لهذا فقط بل حزن أيضاً على ما يحدث فى الهيكل ، إذ كان كل زائر يقدم ذبيحة للهيكل فى كل زيارة، و نظراً لإرتفاع أسعار الذبائح داخل الهيكل ، فكانوا الفقراء يحاولون الشراء من خارج الهيكل لأن الأسعار كانت معقولة ، و لكن لوجود مراقبين على الذبائح لتكون بلا عيب، وجب شراء الحيوانات من داخل الهيكل بأسعار ضخمة جداً ، و على الفقراء أن يستجيبوا لهذه التعاليم. لكن يسوع لم يقف ساكتاً أمام هذا الإستغلال لكنه اوقف كل هذا بشدة و بقسوة لأنه كان يخاف على بيت الله و يغار عليه. هكذا ينبغى نتحلى بالشجاعة كسيدنا، و لا نخجل من رسالتنا بل ينبغى أن نظهر للجميع لمن نحن؟ و من هو الذى نخدمه و نغار على عمله ! و أن يكون إهتمامك الأول و الآخير هو إرضاءه و ليس إرضاء الناس.