اعطاء السلطان ( 17 – 20 )
رجع السبعون من جولتهم بفخر واعجاب بسبب الانتصارات التي شاهدوها. و استقبلهم يسوع بنفس الحماس، لكنه أعادهم إلى الواقع ثانية حينما ذكرهم بأهم انتصار لهم، وهو أن أسماءهم مكتوبة في السموات. وهذا التكريم أهم من أي إنجاز آخر حققوه. ونحن حينما نرى عجائب الله فينا وبنا ينبغي ألا يغيب عن عيوننا أعظم العجائب كلها ليس ما أخذنا من سلطان ، بل أننا صرنا مواطنين سمائيين، فهل فرحت بهذا الامتياز ؟ ثم قال لهم المسيح أنه رأى الشيطان ساقطاً وهذا قد يعني أن يسوع أيقن تماماً أن الشيطان وقواته مهما طال الزمان سيسقطون ، ومهما عظم عمله سيفنى فقد اقترب ملكوت الله ، وأيضاً يعني التحذير من الكبرياءوالاعتداد بالذات ،مثل الشيطان الذي كان رئيساً للملائكة وسقط بسبب كبريائه ، ولذلك حذر الرب يسوع تلاميذه الذين فرحوا بسلطانهم على الأرواح الشريرة، قائلا : "إن ما تحسون به هو نوع من الكبرياء الذي أدى بالشيطان إلى السقوط من السماء مثل البرق، فاحترسوا لأنفسكم"، ونفس التحذير هو لنا .

إعلان المجد ( 21 – 24 )
حكمة البساطة من الأمور الهامة ، وقد لا يدركها العقل المتعلم المطلع ،والمسيحية ليست معرفة كل النظريات اللاهوتية وليست هي معرفة عن المسيح بل معرفة المسيح ذاته، وليس هذا بحكمة بشرية بل بنعمة سماوية ، فالمسيح هو إعلان الله عن ذاته لأن رؤية الله كانت من الأمور المستحيلة عند مختلف الثقافات والخلفيات والديانات ،ويسوع يكشف عن نفسه أنه هو من تنبأ عنه الأنبياء واشتهى القديسون والملوك ظهوره ، فهو الإلهام الذي تأثر به رجال الله ، لأنه هو الإنسان الكامل الذي حل فيه كل ملء اللاهوت ، فقد كانت فرصة عظيمة انفرد بها السبعون ، ومازالت لك الفرصة ليعلن نفسه لك فهل تطلبه ؟ وهل تشكره على هذه البركة التي باركك بها وهي امتياز معرفته والعمق فيه .