Tue | 2012.May.29

إعداد شعب الله

الرسالة إلى العبرانيين 12 : 18 - 12 : 29


الليل والنهار
١٨ لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَل مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ،
١٩ وَهُتَافِ بُوق وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ،
٢٠ لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ: «وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ، تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ».
٢١ وَكَانَ الْمَنْظَرُ هكَذَا مُخِيفًا حَتَّى قَالَ مُوسَى:«أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ».
٢٢ بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ،
٢٣ وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ،
٢٤ وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ.
لا تتزعزع
٢٥ اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدًّا لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ!
٢٦ الَّذِي صَوْتُهُ زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً:«إِنِّي مَرَّةً أَيْضًا أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ فَقَطْ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضًا».
٢٧ فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضًا» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ الْمُتَزَعْزِعَةِ كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ.
٢٨ لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى.
٢٩ لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ».

الليل والنهار ( 12 : 18 – 24 )
كاتب الرسالة إلى العبرانيين يرسم صورة حية عن الفرق بين العهد القديم والجديد. العهد القديم كان قد تميز بالخوف، كما يمكننا أن نرى من الآيات 18 إلى 21، ولكن اللغة التي يستخدمها الكاتب في الآيات 22-24 هي أكثر إيجابية، تحمل شعور من الفرح والقرب فيما يتعلق بالعهد الجديد. هذا لا يعني أن الله قد غيّر طبيعته، فهو ليس إنسان حتى يتغير (صموئيل الأول 15 : 29). لكن يعني أن الله اختار أن يتعامل مع شعبه الجديد بطريقة جديدة، وهي طريقة أفضل، إن جاز التعبير. هي طريقة أفضل لأن في العهد الجديد، شريعة الله ثبتت لأنها منقوشة على قلوبنا (إرميا 31:31-34) ولأن دم يسوع يتكلم مطالباً بأفضل مما طالب به دم هابيل (عدد 24) فالبركات حلَت محل اللعنات في العهد الجديد.

لا تتزعزع ( 12 : 25 – 29 )
هذا الجزء من الرسالة إلى العبرانيين يكمل التحذير الوارد في بداية هذا الأصحاح. إنه يخبرنا عن زوال جميع المخلوقات، و تأسيس نظام جديد، وهو أمر شُرح بشكل أفضل في كتب مثل تسالونيكي ورؤيا. الذي نحتاج أن نتعلمه من هذا المقطع هو أنه إذا فشلنا في الإصغاء إلى كلمات الله الذي تكلم بها على الأرض ويتحدث بها الآن من السماء (عدد 26)، فإننا سوف نزول مع جميع المخلوقات، وسوف لا نرث الأبدية، ملكوت الله الذي لا تتزعزع (عدد 27). الله يريد شعبه أن يكون ثابت حتى عندما يأتي وقت اختبار، نكون قادرين على الصمود أمامه والانتصار (عدد 28). وهو يعد لنفسه شعباً لا يتزعزع لمملكة لا تتزعزع. لذلك الله، الذي هو نار آكلة، سيحرق كل ما هو ضعيف وقابل للتلف لكن سينقينا ويصقلنا (عدد 29).

التطبيق

- هل مخافة الله تلعب أي دور للمسيحيين اليوم؟ مخافة الله بالتأكيد ما زالت تنطبق على المسيحيين، حتى يسوع يقول لنا أن نخاف الله (متى 10 : 28)، ولكن الابتهاج في الله يأخذ الآن قدر أكبر من الأولوية بالنسبة لنا.
- الآية 28 تخبرنا أن نكون شاكرين لله ونعبده باحترام ومخافة. طبّق هذه الآية اليوم عن طريق شكر الله من خلال جميع أنشطة اليوم، وعبادته أثناء العمل، وتناول الطعام واللعب والراحة.

الصلاة

أيها الرب العزيز، أشكرك لأنك تزيل الأشياء المتزعزعة، الهالكة في داخلي حتى أكون نقي وأصبح قوي. لتجعل كنيستك غير متزعزعة حتى تتمكن من الوقوف في ملكوتك. اجعلني آتي إليك بفرح وجرأة بسبب دم المسيح، الذي في اسمه أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6