Wed | 2012.Mar.28

النبي الغاضب

يونان 4 : 1 - 4 : 11


غاضب تجاه الرأفة
١ فَغَمَّ ذلِكَ يُونَانَ غَمًّا شَدِيدًا، فَاغْتَاظَ.
٢ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «آهِ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ هذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ.
٣ فَالآنَ يَا رَبُّ، خُذْ نَفْسِي مِنِّي، لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي».
٤ فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ؟».
درس موضوعي
٥ وَخَرَجَ يُونَانُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ شَرْقِيَّ الْمَدِينَةِ، وَصَنَعَ لِنَفْسِهِ هُنَاكَ مَظَلَّةً وَجَلَسَ تَحْتَهَا فِي الظِّلِّ، حَتَّى يَرَى مَاذَا يَحْدُثُ فِي الْمَدِينَةِ.
٦ فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاُ عَلَى رَأْسِهِ، لِكَيْ يُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا.
٧ ثُمَّ أَعَدَّ اللهُ دُودَةً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ في الْغَدِ، فَضَرَبَتِ الْيَقْطِينَةَ فَيَبِسَتْ.
٨ وَحَدَثَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ أَنَّ اللهَ أَعَدَّ رِيحًا شَرْقِيَّةً حَارَّةً، فَضَرَبَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَأْسِ يُونَانَ فَذَبُلَ. فَطَلَبَ لِنَفْسِهِ الْمَوْتَ، وَقَالَ: «مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي».
٩ فَقَالَ اللهُ لِيُونَانَ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟» فَقَالَ: «اغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ».
١٠ فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا، الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ.
١١ أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟».

غاضب تجاه الرأفة (4 : 1-4 )
يونان يعرف الله - إنه يعلم أن الله سوف يغفر للآشوريين شرهم، وبالتالي يجنبهم الهلاك وهذا ما لم يريده يونان. هذا هو السبب الذي من أجله هرب في المرة الأولى! إنه أراد أن يرى نينوى مدمَرة! أحياناً نُستنزف جداً من الغضب والمرارة بالدرجة التي تجعلنا غير قادرين أن نتحمل عندما يحب الله هذا الشخص (أو هؤلاء الناس). كيف يمكن لله أن يُحب الآشوريين؟ فهم كانوا أعداء الداء للشعب الله، وسوف يقهرون اسرائيل في عام 722 قبل الميلاد. هل لدى الله مثل هذا الإشفاق على هؤلاء الناس؟ يونان لا يفهم ذلك وفي كثير من الأحيان، نحن أيضاً لا نفهم ذلك. ولكن هذ هو العمق الذي تصل إليه محبة الله . فهي ليست محبة منطقية من الناحية الإنسانية لأن هناك أشياء وأشخاص يصعب على قدرتنا في الحب استيعابهم. وهذا هو السبب الذي من أجلة نحن بحاجة إلى الله - لأننا نُعتبر هؤلاء الأشخاص تماماً بالنسبة لشخص آخر.

درس موضوعي ( 4 : 5 – 11 )
بينما يستقر يونان منتظراً معرفة ما إذا كان الله سوف يقضي فجأة على المدينة على طريقة "سدوم وعمورة" يشعر بما هو أكثر من بخيبة الأمل عندما لم يتم القضاء عليها. إنه أيضاً غضب عندما جفت اليقطينة بسبب دودة التي كان قد أعدها الله. بينما هو مستلقي في الحر الشديد، غاضب بما يكفي ليموت. لقد اتخذت كراهية يونان للآشوريين مكانة عميقة في قلبه فاصبح بارد المشاعر. إنه يريد الموت لأعدائه، فهو يكره أن الكرمة ماتت، و هو غاضب من الله لعدم فعل الأشياء بطريقته الخاصة ولأجله. يبدو أن يونان غاب عنه الهدف الأساسي من رسالته! هل ينبغي على الله أن لا يهتم بمدينة مليئة بالناس مثلما كان يونان يهتم بأمر الكرمة؟ رحمة الله كبيرة بما يكفي لتشمل الجميع. إنها أكبر من غضبنا. إنها أكبر منا بكثير، وهي تشملنا .

التطبيق

هل أنت غاضب من الله بسبب غفرانه لشخص ما؟ دعك من كل هذا الغضب. فليس له مكان في قلوبنا والله يتوق إلى أن نتحرر من هذا الغضب ونكون قادرين على أن نحب كما يحب هو.
عندما نكون منشغلين جداً بآثام وخطايا الآخرين، نغفل رحمة الله لهم - لأنفسنا. مات الله من أجل الجميع وهو ما يشمل حتى غير المحبوبين. بعد كل شيء، كنا جميعاً عند نقطة ما "مستحقين الغضب".

الصلاة

إلهي العزيز، أطلب منك أن تساعدني أحب الآخرين، وخصوصاً أعدائي. ساعدني أن أغفر وأحب تماماً كما أحببتني أولاً. لا أريد أن أغضب وأن أشعر بالمرارة. أريد أن أحب بحرية ودون قيود. في اسم يسوع أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6