العظة الثالثة - 3. وسع تخومك(حدودك)


العظة الثالثة

3. وسع تخومك(حدودك)

 

القراءة الكتابية:(إش54: 1ـ3)«تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَمْخَضْ، لأَنّ بَنِي الْمُسْتَوْحِشَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي ذَاتِ الْبَعْلِ، قَالَ الرَّبُّ. أَوْسِعِي مَكَانَ خَيْمَتِكِ، وَلْتُبْسَطْ شُقَقُ مَسَاكِنِكِ. لاَ تُمْسِكِي. أَطِيلِي أَطْنَابَكِ وَشَدِّدِي أَوْتَادَكِ، لأَنَّكِ تَمْتَدِّينَ إِلَى الْيَمِينِ وَإِلَى الْيَسَارِ، وَيَرِثُ نَسْلُكِ أُمَمًا، وَيُعْمِرُ مُدُنًا خَرِبَةً.

عنوان موضوعنا في هذا الاجتماع هو:"وسع تخومك(حدودك)فعندما نسمع لكلمة الرب ستكون الطريق والحق والحياة لحياتنا.

كان العقم في زمن العهد القديم أعظم عار على المرأة ، إذ كان مصير العائلات يتوقف على وجود أبناء، فعلى سبيل المثال، عندما نقرأ في(1صم1ـ2: 10)عن حنة التي كانت غير قادرة على الإنجاب. فكان عدم إنجاب الزوجة أطفالاً يسبب ارتباكا اجتماعيا لزوجها، إذ كان الأولاد جزءاً هاماً في المجتمع، وعلى الأبناء الاعتناء بوالديهم في الشيخوخة، وزيادة عدد الأبناء ينبغي توسيع خيمة السكن(المنزل حالياً). فنجد في العدد الثاني:" قَالَ الرَّبُّ. أَوْسِعِي مَكَانَ خَيْمَتِكِ، وَلْتُبْسَطْ شُقَقُ مَسَاكِنِكِ".

  نجد أن شعب كوريا قبل عشرين سنة تقريباً كان يعتقد أن كثرة الأبناء دليل على البركات، ويعتقد معظم الشعوب في العالم بنفس المعنى. ويمكننا أن نستنتج من ذلك بحسب الأعداد السابقة أن كثرة عدد الأبناء تدل على بركات الله لنا. وهذا يؤدي الى توسيع مكان السكن للعائلات.

   إذا رجعنا الى النص الكتابي السابق، نجد أن اشعياء كان يشجع شعب الله عندما كان في سبي بابلي، وقال لهم" أَوْسِعِي مَكَانَ خَيْمَتِكِ"، وكلمة الله نافعة للتعليم كما في(2تيم3: 16)كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ. فتعالوا بنا أن نتعلم من هذه الآيات الرائعة.  

أولا: وسع تخوم قلبك.

 أفضل طريقة لتوسيع تخوم القلب هو:"نحب بدل نكره آخرين، نقبل بدلا من نرفض آخرين، نحضن بدل نبتعد عن آخرين، ونحترم بدلا من نحتقر آخرين". بمقارنة بين قلب شاول الذي كان بحسب البشر وقلب داود الذي كان بحسب الله. وهذا فرق كبير. فيمكنك أن توسع قلبك بأن يكون لك فكر المسيح.

 فكن الشخص الذي يحب الشعب وخادماً كالبحر الذي يحضن كل الشيء إن كان حسناً أو ردئياً. فنعمة الله تنزل من فوق الى المتواضع، كما ينزل الماء من فوق الى تحت.

ثانيا: وسع تخوم رسالة الانجيل

ما هو الإنجيل؟الإنجيل هو الخبر السار. مثلا إذا كان هناك فرح في إحدى المنازل, ما هي مظاهر ذلك الفرح. فيكون زغاريد أو إطلاق عيارات نارية أو غناء بفرح. بمعنى آخر، سيعرف الجميع سواء القريبين أو البعيدين أن في ذلك المنزل فرح. فإن كنا قد نلنا الخلاص بقبول الإنجيل يجب علينا أن نخبر به الآخرين، كما يقول المسيح(أع1: 8)لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ». هل أنت شاهد للمسيح؟هل ترى الناس من حولك فرح؟(1تيم4: 6ـ7)إِنْ فَكَّرْتَ الإِخْوَةَ بِهذَا، تَكُونُ خَادِمًا صَالِحًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، مُتَرَبِّيًا بِكَلاَمِ الإِيمَانِ وَالتَّعْلِيمِ الْحَسَنِ الَّذِي تَتَبَّعْتَهُ. وَأَمَّا الْخُرَافَاتُ الدَّنِسَةُ الْعَجَائِزِيَّةُ فَارْفُضْهَا، وَرَوِّضْ نَفْسَكَ لِلتَّقْوَى. هل عندك غيرة لخلاص النفوس؟(2تيم2: 4) اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ. من الذي أرسلك الى عائلتك؟ ومن الذي أرسلك الى هذه الكنيسة؟ شخص الرب يسوع لذلك عِشْ كمرسل من الله.

ثالثا: وسع تخوم كنيستك

الخيمة هي مكان السكن ونعرف أيضاً أن الخيمة هي مسكن الله في العهد القديم، وبعد ذلك صار الهيكل، والآن نحن هيكل الله وروحه ساكن فينا. ولذلك كلمة "الكنيسة" تعني جماعة المؤمنين علاوة على معنى بناء الله أو جسد المسيح. فما هي صفات الكنيسة النامية التي تريد أن توسع تخومها؟

1.  قادة الكنيسة يؤهلون المؤمنين لعمل الخدمة(أف4: 11ـ12) وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ.

لو القادة في الكنيسة لا يعطعوا المجال للمؤمنين الآخرين فيها ليكونوا شركاء في الخدمة، سوف لا يعرف هؤلاء المؤمنون مواهبهم الروحية التي أعطاهم إياها الله.     

2.  الخدمة بالكنيسة بحسب المواهب فمثلا 80% من المؤمنون في ألمانيا لا يعرفون مواهبهم الروحية. فدور القادة في الكنيسة يساعدون أعضاءها ليعرفوا مواهبهم وتشجيعهم ووضعهم في الخدمة الملائمة لهم.

3.  الغيرة الروحية مع الاستنارة بالروح القدس، فالسؤال: هل المؤمنون في الكنيسة لديهم الغيرة الروحية لعمل الخدمة؟ يقول الرسول بولس في(رو10: 2)"لأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً ِللهِ، وَلكِنْ لَيْسَ حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ.  

4.    خطة ورؤية الكنيسة المشجعة، فهذا يقود المؤمنين للتعلم أكثر مع تطوير قدراتهم ومواهبهم الروحية في الخدمة.

5.  العبادة بالروح القدس، قال يسوع(يو4: 24)في حديثه مع المرأة السامرية:" اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».  

6.  تفعيل المجموعات البيتية الصغيرة، فالمجموعة الصغيرة تكون مكاناً ملائما للمؤمنين لتدريبهم على الخدمة وأيضاً اكتشاف مواهبهم الروحية. 

7.  الكرازة بحسب الحاجة. قال الرب في(مت28: 19)فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. إذن كل المؤمنين عليهم مسؤولية الكرازة بطريقة أو بأخرى، ولكننا نجد أيضاً(أف4: 11) وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ. فالكارزين لديهم موهبة الكرازة، ويجب على راعي الكنيسة أن يقوم بتدريب هذا الشخص لكي يكون هناك  تعاون مشترك في حقل الخدمة

8.  علاقة تتصف بالمحبة الأخوية، العلامة التي تجعل الناس يعرفون تلاميذ يسوع هي "المحبة". السؤال كم مرة تجتمع الكنيسة معاً لتناول وجبة طعام كشركة أخوية؟  أو إلى أي مدىّ يُدرك الراعي الشماكل التي يواجهها شعب الكنيسة؟ هل الفرح الكتابي من سمات هذه الكنيسة؟

الناس لا تريد أن تسمع عن المحبة بالكلام فقط، ولكنهم يريدون أن يروا المحبة المسيحية عملياً. لقد قال الرب يسوع"تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك".

ويسوع المسيح قال للشخص الناموسي وكذلك يقول لنا اليوم:" فَقَالَ: «الَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكَذَا»(لو10: 25).

الرب يطلب منا اليوم كالتالي:

1.    وسع تخوم قلبك

2.    وسع تخوم كرازتك برسالة الإنجيل

3.    وسع تخوم كنيستك

سلم قلبك للرب يسوع ودعونا أن نسجد له بالروح والحق، والرب يعزينا من خلال كلمته الحية المؤثرة التي تغير حياتنا، وهو يطلب منا أن نفهم ونتجاوب ونطيع ونعمل بكلمته. الشيء المهم والضروري أن لا يسبق عمل الخادم إرشاد الرب بالروح القدس، وحينما يريد أن يعمل الخادم أي عمل في حقل خدمة الرب عليه أولاً أن يسأل صاحب الخدمة وهو شخص الرب يسوع.

في الختام:

قبل أن تعمل صلي أولاً، وأيضا لا تعمل قبل الرب ما يعمل، وجينما تعمل خذ أولاً الدعم الروحي من الرب بالروح القدس. فالرب بهذه الطريقة ينير العالم بالإنجيل، والبركات سوف تكون من نصيب كل واحد منا، وبالتالي نرجع ونعطيه الحمد والتسبيح والمجد والكرامة من الآن وإلى الآبد لأنه سر نجاحنا. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6